بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصه مرسله من صديق ف حبيت انشرها
هذه القصة يا اخوان صارت معي في بادية مطروح حيث كنا في رحلة للصيد في مرس مطروح ووصلنا الى منطقة بعيدة جدا عن العمران وكنا نمشي في طريق ترابي صغير لا يكاد يستخدمه أحد وطبعا كان يقودنا دليل بدوي من عشاير الطي الى أن وصلنا الى بيت أوحتى غرفتين من طين وأمامهم بيت شعر وكان أمام البيت رعوة غنم صغيرة 25 أو 30 راس ولم يكن صاحب البيت موجودا وكانت صاحبة البيت وأولادها وهم عائلة فقيرة بسيطة جدا لا يملكون من حطام الدنيا شيئا حتى الملابس التي يرتديها أولادهم لا تكاد تكسوهم من كثر ما هي بالية
أوقفنا السيارة بجانب البيت وطلت علينا صاحبة البيت وقلنا لها : يا أختنا احنا قناصين بس ديري النا بالك على السيارة لحد ما نعودو قالت: ابشروا
وقصدنا منطقة قربية وغبنا 4 – 5 ساعات ورجعنا وكان حظنا قليل من الصيد يومها ورجعنا على السيارة ونزلنا سلاحنا وعتادنا بالسيارة وهممنا بالرجوع وأردنا أن نشكر راعية البيت وعندها طلت علينا وقلنا لها مشكورة يا أختنا وبارك الله فيك واسمحي النا
قالت: وين؟؟ والله ما تروحون قبل ما تاخذون واجبكم وغداكم صار (ولم نكن نعرف هؤلاء الناس قبلا أبد)
ردينا عليها : يا أختنا احنا ما ردنا منك بس غير تنتبهي عالسيارة لحد ما نعود من الصيد وما قصرت واسمحي لنا
قالت : غداكم صار وتفظلوا على المقسوم وأبت الا أن نتغدى
ووافقنا تحت اصرارها ودخلنا على البيت واذ بها ذبيحة كاملة على منسف وصدقوني انها تخيرت أحسن ذبيحة من غنمها وذبحت النا اياها وأكلنا وكان من أطيب الطعام الذي أكلته في حياتي وخلال ذلك الوقت كانت قد أرسلت وراء زوجها
وكنا قد شكرناها كثيرا وهممنا بالتحرك وعندها جاء زوجها ورحب فينا وأهَل وطلبنا اذنه بالمغادرة وودعنا بحرارة كأنه يعرفنا من عشرين سنة وينما كنا في طريقنا للسيارة فكرت بطريقة أكافئ فيها هذا الرجل وأرد له الجميل ولم أعرف كيف!! حتى أنني فكرت أن أهديه السلاح الذي معي ولكنه ليس ملكي وهذا السلاح أعارني اياه صديق من هناك وفعلا احترنا فهذا البدوي وزوجته في غاية الكرم والطيب وفي نفس الوقت هم فقراء معدومون وهذه الذبيحة التي ذبحوها لنا ليست باليسيرة عليهم ولربما أنهم لا يذوقون اللحم بالأشهر
وقبل أن نركب بالسيارة أخرج صديقي الذي كان معي ورقة مائة دولار ووضعها بجيب ابن الرجل الصغير بحيث لم يره أحد وركبنا السيارة وقصدنا راجعين وعندما رأيته فعل هذا قلت له (ولم يكن بدويا): ترى هذه كبيرة عند البدو يا أبو فلان...ورجعت أنا من مطروح بعدها بيومين
وبعد فترة عاد أصدقائي للصيد في نفس المنطقة ومروا على الرجل وكان صديقي قد جلب معه أرز وطحين وفواكه هدية للرجل فرحب فينا واستقبلنا وعرفنا
وقال لصديقي: الله يحييك يا الظيف وهذه هدية والهدية نقبلها منك... لكن تراك غلطت يا الظيف وهنت معزبك... (يقصد طبعا عندما وضع ورقة المائة دولار في جيب الولد)
صاحبي ذاب من الخجل عندما عاتبه الرجل ولم يعرف كيف يرد ولكنه بنفس الوقت رفض تماما أن يسترد المائة دولار وأقسم على ذلك وقال لمعزبنا ارجوك اعتبرها هدية مني لصغارك وليس أي شيء آخر ووافق المعزب على مضض وتحت اصرار صديقي الشديد وحلفانه اليمين
وصرنا أصحاب من بعدها ودائمين الزيارة له من حين لآخر وصدقوني أن هذا هو كرم أهل البادية والبدو وكرم البادية الحقيقي الحاتمي لا زلت تجده عند أهل البادية سكان بيوت الشعر